
الاثنين، 27 أكتوبر 2008
إلى تلميذة .. نزار قبانى

لا وقت للغفران .. من شعر أ/ فاروق جويده

كل الذي قد كان وهم سرابِ
كفنت وجهك فى عيونى فاهدئى
لا تسالينى الان عن اسبابىِ
أحرقت خلفك ذكريات مرة
ومحوت رسمك فوق كل كتابِ
دارى دموعك وإستريحى لحظة
أنا لا أصدق أدمع الكذابِ
مثل السهام تغوص فى أعصابىِ
هذى الظنون الجارحات رأيتها
بين الضلوع تحوم بالاسرابِ
حزني عنيد فاتركيه لحاله
ما أثقل الشكوى من الأحبابِ
صليت يوما فى رحابك خاشعا
يا قطتي البيضاء عودي حرة
بين الأزقة وأتركى أعتابيِ
قد صرت فى صخب الشوارع دمية
يلقى بها الأصحاب للأصحابِ
إنى حزين أن أراك حديقتي
فى البرد عارية بلا أثوابِ
إنى حزين أن قلبك موطني
أضحى مشاعا كالمقاهي يلتقي
فيها الجميع الكهل والمتصابيِ
يأيها النهر الذي كم لاح لي
عذب الجداول كالندى المنسابِ
بؤرا من الأوحال .. والأعشابِ
فى القلب أشياء يضيق بسترها
ولدى أسئلة بغير جوابِ
سافرت فى أرضى وزرت خمائلي
وشربت خمرك وارتشفت شبابيِ
ما كنت مثل الناس لحما أو دما
بل كنت طهرا ذاب فى محرابىِِ
ما جئت من زمن قبيح عابث
بل كنت نبضا من صهيل عذابيِ
ما كنت أرضا كنت آخر فرحة
رقصت على قلبي كضوء خابِ
ونبدل الأثواب بالأثوابِ
هل بعد هذا العمر أركض عائدا
وصواعق الدنيا على أعصابىِ
لم أدر كيف تبدلت صلواتنا
وأطاح بالكهان كأس شرابِ
لم أدر كيف تكسرت أوتارنا
وغدا الكمان العذب بعض ترابِ
هذى العيون رأيتها فى فرحتي
ضوءا يحلق فى جبين شهابِورأيتها بيتا حزينا صامتا
يبكى الأحبة بعد طول غيابِ
عصفورة زارت خريفي فجأة
فأخضر وجه الأرض بالأعنابِ
دمع تساقط من عيون سحابِ
شيء عجيب أن أرى عصفورتي
بين الضلوع تطل بالأنيابِ
قد كنت يادنياى آخر خدعة
كانت بداية صحوتي وصوابيِ
كانت ليالي العمر ترحل خلسة
وأنا أبددها بغير حسابِ
يا جنة جمعت خمائل مهجتي
ورأيتها قفرا وصمت خرابِ
وهم جميل للوجود رسمته
وبنيت أربابا أصلى حولها
وتكسرت فى لحظة أربابيِ
وأفقت من كأس مرير ساحر
فوجدت نفسي فوق تل سرابِ
لا لن تفيدك ثورتي وعتابيِ
إنى طردتك من مفاتن جنتى
وعليك حقت لعنتى وعقابيِ
يا كذبة العمر الجميل تمهلي
ولتقرئى قبل الرحيل كتابيٍٍٍٍِِِ
سطروحيد بالدماء كتبته
أقسى الجراح خيانة الأحبابِ
**************** تمت ************
دع الأيام تفعل ما تشاءُ ... (لفضيلة الامام الشافعى)
الأربعاء، 22 أكتوبر 2008
عشان انت مصرى
الثلاثاء، 21 أكتوبر 2008
حبيبى .. اين انت واين انا ؟؟
فووووول اتوماتيك ...

الاثنين، 20 أكتوبر 2008
اغضب ولا تسمع أحد

فإن الله لم يخلق شعوبا تستكين
اغضب فإن الأرض تـُحني رأسها للغاضبين
اغضب فإن الريح تذبح سنبلات القمح
تعصف كيفما شاءت بغصن الياسمين
اغضب ستلقىَ الأرض بركانا
ويغدو صوتك الدامى نشيد المُتعبين
اغضب فإن حدائق الزيتون
لا تؤوى كلاب الصيد

لاتنسى دماء الراحلين
الأرض تحزن حين ترتجف النسور
ويحتويها الخوف والحزن الدفين
الأرض تحزن حين يسترخى الرجال
مع النهاية عاجزين
اغضب فإن قوافل الزمن الملوث
تحرق الأحلام
فى عين الصغار الضائعين
اغضب فإن العار يسكـُنـُنا
ويسرق من عيون الناسلون
الفرح يقتـُل فى جوانحنا الحنين

ارفض زمان العهر
والمجد المدنس
تحت أقدام الطغاة المعتدين
اغضب ففى جثث الصغار
سنابل تنمو
وفى الأحشاء ينتفض الجنين
اغضب فإنك إن ركعت اليوم
سوف تظل تركع بعد آلاف السنين
اغضب فإن الناس حولك
نائمون
وكاذبون

وعاهرون
ومنتشون بسكرة العجز المهين
اغضب إذا صليت أو عانقت كعبتك الشريفة
مثل كل المؤمنين
اغضب فإن الله لا يرضى الهوان لأمة
كانت - ورب الناس - خير العالمين
فالله لم يخلق شعوبا تستكين
اغضب إذا لاحت أمامك صورة الكهان
يبتسمون والدنيا خرابٌ
والمدى وطنٌ حزين
ابصـُق على الشاشات
إن لاحت أمامك صورة المُتـنطعين
اغضب إذا لملمت وجهك بين أشلاء الشظايا
وانتزعت الحلم كى يبقى
على وجه الرجال الصامدين
اغضب إذا ارتعدت عيونك
والدماء السود
تجرى فى مآقى الجائعين
الأحد، 19 أكتوبر 2008
على الدنيا السلام ...
عيناكَ تستُرُ الأفلاكَ عني *** ويغارُ منهاالبدرُ حينَ تمامِ
شفتاكَ تعرفُ لحنَ حُبي *** أقسمتُ نغماً كانَ منها لا كلامِ
صــــرخة قــــلم
اصمت يا قلـــــمى لا تكتب *** لا تصــــرخ ألمــــاً لا تشـجُب
أو صــوتُ جـــريحٍ يتــــلوى *** من جُـــــرحٍ دمـهُ يتخــضّب
لا تهجـــو أبــداً ذا طــمعٍ *** فـــى مُلكِ المـشرقِ والمغــرب
وامــدح سلــطاناً يمنحــــنى *** ما أرغبُ فيــــــهِ ولا أرغــب
إنى أخطــو للمجد خطـــىً *** طمعاً في المال وفي المنصب
فاصــمُت باللهِ ولا تُشــــغِل *** بـــالكَ بالراغِـــــدِ والمُتــعب
فالتفـــتّ إليَّ فى استـــــــعلاءٍ *** واستكــــــبارٍ يتهكـــــــم
وانطــلقت من شفـــــتاهُ إليَّ *** سهــــامُ المُقــــتِ المتــــهكِم
قل لي يا هــــــذا وأجبــــــني *** عــــن أى حــــياةٍ تتكـلم؟
واحــــكِ لي عــن مجـدك هذا *** وهُــــراءٌ بتَّ بــــه تحـــلُم
أفمــــجدك هـــــــذا معــــناهُ *** أن ترضـــى بالــذُل ِوتنــعم ؟
جُعبتُكَ امـــتلأت من قــَـهرٍ *** وخُضــــوعٍ وخُنــــوعٍ مُلجِـــم
وزمانك أضـــــحى نخَّـــاساً *** والكــــلُ يُبـــاعُ ولا يُكــــــرم
ليثُ الأدغــــــالِ ِغدا جُرذاً *** والقــــردُ بكــم قـــــام ليحكم
وذئابُ لياليــــكم جـــاءت *** تغتــصبُ الشــرفَ ولا تَـــرحم
والثعلبُ يصـــعدُ مِنــــبَركم *** كخـــطيباً فيكـــم ومُعَلـــــِم
بالأمسِ .. كان لكــم ماضٍ *** أصـــــبحَ للأعـــداءِ المُلـــهِم
مزقـــتُم ثــــــــوباً يســـتره *** وشــــرِبتُم سُمـــــاً فثمــــلتم
ولبستم للــيأسِ عـــباءة *** وللـــذلِ رقصـــتم وطـــــــرِبتم
ألمجــدك هـــــذا ترجمـة ٌ*** فـــى أى قامــوسٍ او مُعـجَم؟
ألمجـدك هـــــذا أى مـــذاقٍ *** غيرَ الحنـظلِ والعـــلقم؟
************* تمت *************
الخميس، 16 أكتوبر 2008
مرآة وعراف

طفلٌ شريدٌ رَاحَ يَنشُدُ حُلمَنا..؟؟
أم أننى شيخٌ تقَهقَر وانحَنى..؟؟
مالى أرى الأيامَ تجرى خلفنا
وظلامُ ليلٍ سَادَ يكسُو يَومَنا
والحُلمُ يسكنهُ الخَرِيفُ .. فتساقطت أوراقُنا
والفرحُ ولّّىَ مُدبراً.. ودونَ عَودَة..
والحُزنُ قامَ فضمنا
واليأسُ يَعوِىِ من وَرَاءِ الناِفذة
وصَوتُهُ المُدَوِّى قد أصَمَّنا
والَّنبضُ فى الشريانِ راحَ يحتضر
وفَحِيحُ ليلٍ راحَ يزحفُ نحونا
والطفلُ فى أحشاءِ صدرىِ يَصطرِخ
يا ويلنا ... يا ويلنا

جاءَ الشتاءُ ببردهِ كى ينتصر.. فتجمَّدت أطرافُنا
والرَّعدُ يَقصِفُ سَقفَنا .. فَتناثرت أشلاؤنا
وفجاءة..
سمعتُها تهمس .. مُدَغدِغَةً لأطرافِ الكلام
يا أيُها الفارسُ المُكَبّل .. لا تَبتَئِس بما فعلَ الزمان
لا ترفعِ الراياتِ بِيِضَاً.. سِر تقدم للأمام
الحُلمُ منكَ قد دَنَا .. فكفاك تِيِهاً فى الزحام
وارفع جَبِينَكَ للسماَ.. وانظر ..
ترى الشمسَ تذبحُ قلبَ الغمام
هيهات ..
هيهاتَ يا بلورتى أن يُرتَجىَ من مثلى القيام
فيما مضىَ كنتُ البطل
ما استلَّ يوماً سيفَهُ إلا انتصر
واليومَ أصبحتُ طَرِيداً .. كَغُصنِ عُودِ إنكسر
قد كُنتُ قلباً نابضاً فيما مضىَ من الدَّهر
والآنَ قد غَدََا قَََََََعِيداً .. مُستَلقِياً ِليَحتَضِر
أحسَستُ بكَفٍ دافئٍ على زِرَاعِى يَنحدِر ..
فسألتُ نَفسىِ ..
من يا تُراه .. ؟؟ !!
هل جاءَ الموتُ اليومَ بكفٍ ينصَهِر .. ؟؟ !!
قالَ ياوَلَدِى رُوَيدَكَ إِنّما .. عَرّافُ القبيلةِ قد حَضر
ما بَالُ حُلمِكَ القديم ؟؟
هل يا تُرَاهُ ينتظر ؟؟
قلتُ لهُ لا تسألنّ .. قد ذَابَ فى وَحلِ المطر
قال : اليأسُ يا ولدى ..

أراهُ الآنَ فى خَلَجَاتِكَ ينهَمِر
يا ولدى ..
ليسَ يضِيرُ المَاسَ تُرابٌ عَالِقٌ على جُدرَانِهِ .. حتى وإن طالَ الدَهَر ..!!
والبحرُ لا ينتَقِص مِن مَوجِهِ .. ما كانَ يشرَبُهُ البشر ..!!
إن كنتَ حقاً نَاشِداً فيما مَضَىَ ...
فاخلَع ثيابَ اليَأسِ عَنكَ واصطبِر
واجمَع قُلوبَ الناسِ قلباً.. واسألِ القومَ التِحَاماً تنتصر
قد جَاءَ فِى الأخبَارِ عن من قَد مَضُوا .. ما قال شاعِرُنَا الأَغَر
إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياةَ ... فلا بُد أن يستجِيبَ القدر
ولا بُدَ لليلِ أن ينجَلِى ... ولا بُدَ للقيدِ أن ينكَسِر
دعـــــــــــــاء


















