الخميس، 16 أكتوبر 2008

مرآة وعراف

بقلم / الحالم بالغد و مسجلة ضمن حقوق الملكية الفكرية
وسألتُ مرآتى بربّكِ من أنا ..؟؟
طفلٌ شريدٌ رَاحَ يَنشُدُ حُلمَنا..؟؟
أم أننى شيخٌ تقَهقَر وانحَنى..؟؟

مالى أرى الأيامَ تجرى خلفنا
وظلامُ ليلٍ سَادَ يكسُو يَومَنا
والحُلمُ يسكنهُ الخَرِيفُ .. فتساقطت أوراقُنا
والفرحُ ولّّىَ مُدبراً.. ودونَ عَودَة..
والحُزنُ قامَ فضمنا
واليأسُ يَعوِىِ من وَرَاءِ الناِفذة
وصَوتُهُ المُدَوِّى قد أصَمَّنا
والَّنبضُ فى الشريانِ راحَ يحتضر
وفَحِيحُ ليلٍ راحَ يزحفُ نحونا
والطفلُ فى أحشاءِ صدرىِ يَصطرِخ
يا ويلنا ... يا ويلنا

جاءَ الشتاءُ ببردهِ كى ينتصر.. فتجمَّدت أطرافُنا
والرَّعدُ يَقصِفُ سَقفَنا .. فَتناثرت أشلاؤنا

وفجاءة..
سمعتُها تهمس .. مُدَغدِغَةً لأطرافِ الكلام


فضمَّت رأسى الى صَدرِها.. تُهَدِئُ مِن رَوعَتىِ كى أنام
يا أيُها الفارسُ المُكَبّل .. لا تَبتَئِس بما فعلَ الزمان
لا ترفعِ الراياتِ بِيِضَاً.. سِر تقدم للأمام
الحُلمُ منكَ قد دَنَا .. فكفاك تِيِهاً فى الزحام
وارفع جَبِينَكَ للسماَ.. وانظر ..
ترى الشمسَ تذبحُ قلبَ الغمام

هيهات ..
هيهاتَ يا بلورتى أن يُرتَجىَ من مثلى القيام
فيما مضىَ كنتُ البطل
ما استلَّ يوماً سيفَهُ إلا انتصر
واليومَ أصبحتُ طَرِيداً .. كَغُصنِ عُودِ إنكسر
قد كُنتُ قلباً نابضاً فيما مضىَ من الدَّهر
والآنَ قد غَدََا قَََََََعِيداً .. مُستَلقِياً ِليَحتَضِر

أحسَستُ بكَفٍ دافئٍ على زِرَاعِى يَنحدِر ..
فسألتُ نَفسىِ ..
من يا تُراه .. ؟؟ !!
هل جاءَ الموتُ اليومَ بكفٍ ينصَهِر .. ؟؟ !!

قالَ ياوَلَدِى رُوَيدَكَ إِنّما .. عَرّافُ القبيلةِ قد حَضر
ما بَالُ حُلمِكَ القديم ؟؟
هل يا تُرَاهُ ينتظر ؟؟

قلتُ لهُ لا تسألنّ .. قد ذَابَ فى وَحلِ المطر
قال : اليأسُ يا ولدى ..

أراهُ الآنَ فى خَلَجَاتِكَ ينهَمِر
يا ولدى ..
ليسَ يضِيرُ المَاسَ تُرابٌ عَالِقٌ على جُدرَانِهِ .. حتى وإن طالَ الدَهَر ..!!
والبحرُ لا ينتَقِص مِن مَوجِهِ .. ما كانَ يشرَبُهُ البشر ..!!
إن كنتَ حقاً نَاشِداً فيما مَضَىَ ...
فاخلَع ثيابَ اليَأسِ عَنكَ واصطبِر
واجمَع قُلوبَ الناسِ قلباً.. واسألِ القومَ التِحَاماً تنتصر
قد جَاءَ فِى الأخبَارِ عن من قَد مَضُوا .. ما قال شاعِرُنَا الأَغَر
إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياةَ ... فلا بُد أن يستجِيبَ القدر
ولا بُدَ لليلِ أن ينجَلِى ... ولا بُدَ للقيدِ أن ينكَسِر
************* تمت ************
فى انتظار ردودكم وتعليقاتكم ومقترحاتكم ونقدكم البناء

ليست هناك تعليقات: