
كل الذي قد كان وهم سرابِ
كفنت وجهك فى عيونى فاهدئى
لا تسالينى الان عن اسبابىِ
أحرقت خلفك ذكريات مرة
ومحوت رسمك فوق كل كتابِ
دارى دموعك وإستريحى لحظة
أنا لا أصدق أدمع الكذابِ
مثل السهام تغوص فى أعصابىِ
هذى الظنون الجارحات رأيتها
بين الضلوع تحوم بالاسرابِ
حزني عنيد فاتركيه لحاله
ما أثقل الشكوى من الأحبابِ
صليت يوما فى رحابك خاشعا
يا قطتي البيضاء عودي حرة
بين الأزقة وأتركى أعتابيِ
قد صرت فى صخب الشوارع دمية
يلقى بها الأصحاب للأصحابِ
إنى حزين أن أراك حديقتي
فى البرد عارية بلا أثوابِ
إنى حزين أن قلبك موطني
أضحى مشاعا كالمقاهي يلتقي
فيها الجميع الكهل والمتصابيِ
يأيها النهر الذي كم لاح لي
عذب الجداول كالندى المنسابِ
بؤرا من الأوحال .. والأعشابِ
فى القلب أشياء يضيق بسترها
ولدى أسئلة بغير جوابِ
سافرت فى أرضى وزرت خمائلي
وشربت خمرك وارتشفت شبابيِ
ما كنت مثل الناس لحما أو دما
بل كنت طهرا ذاب فى محرابىِِ
ما جئت من زمن قبيح عابث
بل كنت نبضا من صهيل عذابيِ
ما كنت أرضا كنت آخر فرحة
رقصت على قلبي كضوء خابِ
ونبدل الأثواب بالأثوابِ
هل بعد هذا العمر أركض عائدا
وصواعق الدنيا على أعصابىِ
لم أدر كيف تبدلت صلواتنا
وأطاح بالكهان كأس شرابِ
لم أدر كيف تكسرت أوتارنا
وغدا الكمان العذب بعض ترابِ
هذى العيون رأيتها فى فرحتي
ضوءا يحلق فى جبين شهابِورأيتها بيتا حزينا صامتا
يبكى الأحبة بعد طول غيابِ
عصفورة زارت خريفي فجأة
فأخضر وجه الأرض بالأعنابِ
دمع تساقط من عيون سحابِ
شيء عجيب أن أرى عصفورتي
بين الضلوع تطل بالأنيابِ
قد كنت يادنياى آخر خدعة
كانت بداية صحوتي وصوابيِ
كانت ليالي العمر ترحل خلسة
وأنا أبددها بغير حسابِ
يا جنة جمعت خمائل مهجتي
ورأيتها قفرا وصمت خرابِ
وهم جميل للوجود رسمته
وبنيت أربابا أصلى حولها
وتكسرت فى لحظة أربابيِ
وأفقت من كأس مرير ساحر
فوجدت نفسي فوق تل سرابِ
لا لن تفيدك ثورتي وعتابيِ
إنى طردتك من مفاتن جنتى
وعليك حقت لعنتى وعقابيِ
يا كذبة العمر الجميل تمهلي
ولتقرئى قبل الرحيل كتابيٍٍٍٍِِِ
سطروحيد بالدماء كتبته
أقسى الجراح خيانة الأحبابِ
**************** تمت ************










هناك تعليق واحد:
الشاعر فاروق الجويدا من اعظم شعراء مصر الذى يجعلنا نفتخر انه ينتمى الى بلدنا الولاده
ومن اكثر ما اعجبنى من كلماته التى لا اجد شئ منها الا واعجبنى
وقد يسألونك يوماً ....عليا
وهل كان حبك شيئاً لديا
فقولي بأنك انتى الحياه
وانك صبح رعى مقلتيا
وقد عشت قبلك عمراً طويل
فلا تحسبى الامس عمراً....عليا
اماالان فدعنى اشكرك على اضافه هذه القصيده لمحتويات مدونتك
تقبل مرور متواضع لمدونه دامت باهره بإذن الله
انامل تتحدث
شاعره وصحفيه
إرسال تعليق